لجنة رياضة المرأة القطرية نقطة تحول هامة في تاريخ الرياضة النسائية

تساهم لجنة رياضة المرأة القطرية بشكل فعال في تعزيز مكانة الرياضيات القطريات، وقد حققت نموًا كبيرًا في مشاركة المرأة في المجال الرياضي، مما مكنهن من تمثيل قطر في فعاليات رياضية كبرى مثل الألعاب الأولمبية والألعاب الآسيوية.

وشكل تأسيس لجنة رياضة المرأة القطرية في عام 2001 نقطة تحول تاريخية حاسمة في مسيرة الرياضة النسائية في قطر، فقد مهدت هذه الخطوة الرائدة الطريق لإنشاء العديد من المراكز الرياضية المتخصصة بالنساء، بهدف اكتشاف المواهب الرياضية النسائية ورعايتها وتطويرها على أيدي نخبة من المدربين المتخصصين في شتى المجالات الرياضية.

وتضع اللجنة نصب عينيها مجموعة من الأهداف الطموحة، تشمل رفع مستوى الأداء الرياضي للرياضيات القطريات، وزيادة مشاركتهن الفاعلة في الفعاليات والمؤتمرات والدورات الرياضية التي تُقام سواء داخل حدود الدولة أو خارجها، كما تولي اهتمامًا خاصًا بتنمية قدراتهن الإدارية والفنية في المجال الرياضي، بالإضافة إلى سعيها الدؤوب لتعزيز الوعي العام بأهمية ممارسة الأنشطة البدنية وفوائدها.

وكان للجنة رياضة المرأة القطرية دور فعال وملموس في تعزيز مشاركة المرأة القطرية ورفع مستوى أدائها في مختلف الرياضات على مدار السنوات الماضية، ويُعد ضمان مشاركة فريق نسائي قطري في دورة الألعاب الأولمبية بلندن 2012 خير دليل على جهودها، وفي عام 2013، حصدت السيدة أحلام سالم مبارك المانع، رئيسة اللجنة، جائزة اللجنة الأولمبية الدولية تقديراً لإسهاماتها القيمة في تطوير مشاركة المرأة في الرياضة والإدارة الرياضية.

وتواصل اللجنة جهودها الحثيثة لتحقيق المزيد من النجاحات في مختلف الرياضات ووصول المرأة القطرية إلى مكانة رياضية مرموقة. وقد شهدت السنوات الأخيرة إقبالًا كبيرًا من القطريات على المشاركة في البطولات الرياضية المختلفة، حيث تجاوز عدد العضوات حاليًا 500، وبلغ عدد المشاركات 2354 في 365 بطولة، حققن خلالها 834 ميدالية، وتضم قطر العديد من الأسماء النسائية اللامعة في مجالات الجري والسباحة والرماية، مثل لولوة المري وأمل محمد وسارة مسعود، وغيرهن من البطلات.

وشهدت الرياضة النسائية في قطر نموًا ملحوظًا في أعداد اللاعبات حتى عام 2020. ففي كرة القدم، وصل عدد اللاعبات إلى 455. أما كرة السلة، فقد حققت قفزة نوعية من 15 ممارسة فقط في عام 2000 إلى 380 لاعبة في عام 2020، وبالمثل، ارتفع عدد لاعبات كرة اليد من 35 إلى 215، ولاعبات الكرة الطائرة من 30 إلى 266، بينما بلغ عدد لاعبات تنس الطاولة 170 لاعبة،

ويُعد عام 2012 علامة بارزة في تاريخ الرياضة النسائية القطرية، حيث شهد مشاركة أربع لاعبات في أولمبياد لندن في رياضات متنوعة، كما أن مشاركة الرياضيات القطريات في دورة الألعاب الآسيوية 2006 ودورة الألعاب العربية 2011، اللتين أقيمتا على أرض الوطن، تعكس التطور الذي تشهده الرياضة النسائية القطرية والاعتزاز بتمثيل البلاد في هذه المحافل الهامة.

ومنحت هذه القفزة النوعية في الرياضة النسائية القطرية دافعًا قويًا لتحقيق المزيد من الإنجازات على الصعيد الإقليمي، وهو ما تجسد في فوزهن بلقب الدورة الخامسة لرياضة المرأة بدول مجلس التعاون الخليجي التي أقيمت في الدوحة عام 2017، كما أضاف منتخب سيدات كرة السلة إنجازًا آخر إلى سجل الرياضة القطرية بفوزه بالميدالية الذهبية في البطولة الخليجية التي استضافتها دولة الكويت.

و ارتفعت معدلات مشاركة المرأة القطرية في الأنشطة والمسابقات والفعاليات الرياضية على كافة الأصعدة، مما أثمر عن تحقيق العديد من الإنجازات والنجاحات المشهودة،ويُعد الاحتفال السنوي باليوم الرياضي في قطر، وما يحظى به من دعم ورعاية حكومية وتوفير للإمكانيات اللازمة، محفزًا قويًا لتعزيز الرياضة النسائية وإبراز الدور المحوري للمرأة كشريك فاعل في تحقيق النجاحات الرياضية ومد جسور التواصل الرياضي والثقافي على المستويات المحلية والإقليمية والدولية.

ولم تتوقف مسيرة الإنجازات الرياضية للمرأة القطرية عند هذا الحد، بل امتدت لتشمل رياضات أخرى حققن فيها نتائج مبهرة. ففي عام 2016، فاز منتخب قطر للسيدات بذهبية بطولة غرب آسيا لكرة اليد التي أقيمت في الدوحة. كما حقق منتخب سيدات قطر للرماية لقب البطولة العربية الرابعة عشرة للرماية التي استضافتها قطر عام 2018.

و تكللت جهود اللجنة بالنجاح في تحقيق هدفها الاستراتيجي المتمثل في زيادة نسبة مشاركة السيدات في الرياضة، بعد أن كانت محصورة في حصص التربية البدنية المدرسية، وقد تم تنفيذ خطط اللجنة من خلال تنظيم فعاليات رياضية شاملة ومتنوعة في مختلف الألعاب والرياضات الجماعية والفردية، مثل كرة القدم وألعاب القوى والكرة الطائرة، وذلك بالتعاون المثمر مع الاتحادات الرياضية، كما تولي اللجنة اهتمامًا كبيرًا بدعم البرامج الوطنية الهامة مثل البرنامج الأولمبي المدرسي، وبرنامج “كن رياضيًا”، واليوم الرياضي للدولة، بالإضافة إلى برامج تهدف إلى بناء قدرات الكوادر النسائية في مجال التدريب والتحكيم، حيث تعتبر اللجنة أن زيادة عدد السيدات الممارسات للرياضة هو الغاية القصوى لجميع مبادراتها.

وتسعى لجنة رياضة المرأة القطرية بكل جد إلى تمكين الفتيات والنساء في قطر من خلال إتاحة الفرص لهن للمشاركة في مختلف الأنشطة الرياضية، وتوفير البيئة المحفزة التي تلهمهن لتبني الرياضة كجزء أساسي من حياتهن، وقد أطلقت اللجنة استراتيجية طموحة لتحقيق هذه الأهداف وتطلعاتها، والإسهام في تطوير قطاع الرياضة ورياضة المرأة في قطر، وتعزيز دورها في المحافل الإقليمية والدولية، والوصول بالرياضيات القطريات إلى مستوى يمكنهن من المنافسة في أهم البطولات الرياضية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *